62لاتجالسوا أصحاب الخصومات فإنّهم الذين يخوضون في آيات الله.
الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
كان سفيان إذا رأى إنساناً يجادل ويماري يقول: أبو حنيفة وربِّ الكعبة.
ما حدّثوك عن أصحاب محمّد فأقبل عليه، وما حدّثوك عن رأيهم فألقه في الحش.
إنّما يخاصم الشاك في دينه.
لا تجادلوا أصحاب الأهواء فإنّهم يمرضون القلوب.
كان محمّد بن سيرين ينهى عن الكلام ومجالسة أهل الأهواء.
قال ابن بطّة: أهل الأهواء في تكفير بعضهم لبعض مصيبون؛ لأنّ اختلافهم في شرائع شرّعتها أهواؤهم ، وديانات استحسنتها آراؤهم فتفرّقت بها الأهواء، وشتّت بهم الآراء، وحلّ بهم البلاء، وحرموا البصيرة والتوفيق فزلّت أقدامهم عن محجّة الطريق فالمخطئ منهم زنديق، والمصيب على غير أصلٍ وتحقيق.
ومثل هذا الكلام ينطبق على الحنابلة أيضاً، وينطبق أيضاً على الوهّابيّين حنابلة العصر، فقد اختلفت بهم الأهواء وكفّر بعضهم بعضاً، وحرموا البصيرة والتوفيق بشهادة فقهائهم الذين وقعوا فيهم واعتبروهم من الخوارج.
وليس أدلّ على ذلك ممّا ينشر من منشورات في أوساطهم تدعو للتكفير والغلو، وأُخرى تردّ عليها.
وممّا يبرز في وسطهم من فرق متطرّفة مابين الحين والآخر.
وممّا يحدث في أوساطهم من حوادث إرهابية.
وكلّ ذلك هو من صنع أيديهم، ومن نتاج هذا الفكر الإرهابي الذي ورثوه عن أسلافهم الحنابلة.
ووضع ابن بطّة باباً تحت عنوان: التحذير من استماع كلام قومٍ يريدون نقض الإسلام ومحو شرائعه فيكنّون عن ذلك بالطعن على فقهاء المسلمين وعيبهم بالاختلاف.