25
ابن حنبل التأسيس للإرهاب
تتلمذ أحمد بن حنبل على يد كثير من الفقهاء في عصره، ودرس الفقه والشريعة واللغة والحديث، ثمّ طلّق كلّ هذه العلوم وتفرّغ للحديث والأثر، وجعله موضع اهتمامه، وبنى على أساسه عقيدته وتصوّره ومواقفه؛ طارحاً العقل والاجتهاد جانباً.
من هنا فإنّ الطبري المؤرِّخ والمفسِّر والفقيه لم يعدّه في زمرة الفقهاء، بل عدّه في زمرة المحدِّثين من أهل الرواية حين صنّف كتابه (اختلاف الفقهاء) وأغفل ذكره ممّا أدّى إلى ثورة الحنابلة عليه وقذفوه بالمحابر، وأهاجوا عليه العامّة واتّهموه بالرفض والتشيّع، وجعلوا يرمون بيته بالأحجار؛ ممّا دفع بالعسس (الشرطة) إلى التدخّل لحسم الأمر. 1
من الاعتدال إلى التطرّف
استمرّ ابن حنبل يدرس الرواية ويحفظها وينقلها ويبثّها بين الناس دون أن يعترض سبيله أحد، ولم يكن يصطدم بأحد.