11يقول المؤرِّخ الوهّابي عثمان بن بشر: وانهزم الشريف غالب - شريف مكّة - إلى مكّة وترك الطائف فدخله عثمان وهو أحد الفارّين من جيش غالب ومَن معه من الجموع، وفتحه الله لهم بغير قتال، وقُتل من أهله في الأسواق والبيوت نحو مائتين، وأخذوا من الأموال من البلد أثماناً وأمتاعاً وسلاحاً وقماشاً وشيئاً من الجواهر والسلع المثمّنة ما لا يحيط به الحصر ولا يدركه العد، وضبط عثمان البلد وسلّمت له جميع نواحيه وبواديه، وجمعوا الأخماس وبعثوها لعبد العزيز فقرّر ولاية عثمان للطائف واستعمله عليه وعلى الحجاز. 1
وفي عام 1218ه- غزا الوهّابيون مكّة المكرّمة وقتلوا الكثير من الفقهاء المخالفين لهم والأشراف والعامّة بعد حصارٍ طويل اضطرّ فيه أهلها إلى أكل القطط والكلاب، وفرّ مَن بقي على قيد الحياة منهم.
وفي عام 1220ه- اقتحم الوهّابيون مدينة الرسول(ص) بعد حصارٍ استمرّ أكثرمن عام ونصف واستولوا على محتويات المسجد النبوي من نفائس وفرش وخلافه، وتمّ منع المسلمين من زيارة قبر الرسول(ص).
وفي عام 1244ه- قام الوهّابيون بهدم مقابر أهل البيت: في البقيع والمدينة.
ولم تنحصر جرائم الوهّابيين وإرهابهم في محيط جزيرة العرب، بل تجاوزت تلك الجرائم حدود هذه الجزيرة لتمتد إلى بلاد العراق والشام.
وفي عام 1216ه- قامت مجموعات من البدو الوهّابيين بغزو مدينة كربلاء وخرّبوا مرقد الحسين(ع)، وأشعلوا النيران بالمدينة، وقتلوا المئات من النساء والشيوخ والأطفال، ونهبوا المساجد والبيوت.
يقول المؤرِّخ الوهّابي مفتخراً بحادثة كربلاء: ثمّ دخلت السنة السادسة عشرة بعد المائتين والألف، وفيها سار سعود بن عبد العزيز بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وغير ذلك وقصد