35
***
(2) عبدالله بن مسعود و رحلة الإيمان المباركة
محمد سليمان
اعرف ب- (ابن مسعود)، اسمي عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، كنيتي أبوعبد الرحمن، وقد اختارها لي رسول الله(ص). امّي أمّ عبد الهذلي، كان أبي حليفاً لبني زهرة. نشأتُ في مكّة، وعملتُ أجيراً أرعى غنماً لعُقبة بن أبي مُعيط.
سمعتُ بدعوة رسول الله(ص) للإسلام، وكنتُ يومها غلاماً يافعاً، بعد أن قدم جمعٌ من عمومتي إلى مكة فرافقتهم، وكان في بغيتهم شراء عطر، فأُرشدوا إلى العباس بن عبدالمطلب الذي كان جالساً عند زمزم، فجلسوا إليه، وجلستُ معهم؛ فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا... عليه ثوبان أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام، حسنُ الوجه...، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد الحجر فاستلمه، ثمّ استلمه الغلام واستلمته المرأة؛ طاف بالبيت سبعاً، والغلام والمرأة يطوفان معه؛ ثمّ استقبل الركن، فرفع يديه وكبّر، وقامت المرأة خلفهما، فرفعت يديها وكبّرت، ثمّ ركع فأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه من الركوع، فقنتَ مليّاً، ثمّ سجد وسجد الغلام معه والمرأة، يتّبعونه، يصنعون مثلما يصنع، فرأينا شيئاً أنكرناه، لم نكن نعرفه بمكة؛ فأقبلنا على العباس، وقلنا: