15
يُوَجِّهْهُ لاٰ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَ مَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ . 1
قال الشيخ الطبرسي:... وقيل إنّ الأبكم أبي بن خلف، ومن يأمر بالعدل حمزة وعثمان بن مظعون، عن عطاء. 2
وصف أميرالمؤمنين(ع) لعثمان
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع):
«كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يُعظمه في عيني صِغرُ الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لايجد، ولايكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بدّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاءَ الجِدّ فهو ليثُ غاب وصِلُّ واد، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضياً، وكان لا يلومُ أحداً على ما يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذارَه، وكان لا يشكو وجعاً إلاّ عند برئه، وكان يفعل ما يقول ولايقول ما لا يفعل، وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران نظر أيّهما أقرب إلى الهوى فخالفه; فعليكم بهذه الأخلاق فالزموها وتنافسُوا فيها، فإن لمتستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خيرٌ من ترك الكثير» . 3
والمشار إليه ب- (كان لي فيما مضى أخ في الله) عثمان بن مظعون على أحد الأقوال، وقيل: أبوذر، وقيل: غيرهما. 4
ويدلّ على أنّ المراد بالأخ هنا عثمان بن مظعون ما ورد من وصف أميرالمؤمنين لعثمان بالأخ، كقوله(ع) في وجه تسمية ولده بعثمان: إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون. 5
وكان عثمان بن مظعون من الملازمين لأميرالمؤمنين(ع)، حتّى نشاهد أنّ اكثر الآيات