23بحقّه قبل أن يُخلق. وسوف نذكر ما كانت عليه سيرة المسلمين بشأن التوسّل، فمنذ زمن الصحابة والتابعين جرت السيرة على توسّل المسلمين إلى الله بأرواح الأنبياء والأولياء قرب مراقدهم التي تحفّها الملائكة. والعجيب ما ادّعاه البعض من أنّ التوسّل بالموتى شركٌ! فلو كان التوسّل بغير الله شركاً، فلا يختلف المعيار فيه بين الميّت والحيّ.
التوسّل في سيرة المسلمين
إضافةً للآيات والأحاديث التي تطرّقنا إليها، فللتوسّل بأولياء الله مكانة خاصّة بين المسلمين. فمنذ صدر الإسلام وحتّى يومنا هذا ما انفكّوا يتوسّلون بأنبياء الله وأوليائه والصالحين من عباده عند طلب حوائجهم، حيث جعلوا أحباب الله ومقرّبيه الذين لهم شأنٌ عظيمٌ عنده، وسيلةً لكي يُلبّي تعالى طلبهم، فإكراماً لذوي الشأن يستجيب ربّ العزّة دعاء العباد ويقضي حوائجهم.
وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
1 - بعد أن تُوفّي رسول الله (صلى الله عليه و آله) ، أصاب المدينة جدَبٌ شديدٌ فشكا النّاس ذلك إلى عائشة، فقالت لهم: «أُنظروا إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فاجعلوا منه كوّاً إلى السماء حتّى لا يكون بينه وبين السماء سقفٌ». 1
2 - عن أنس بن مالك انّ عمر بن الخطّاب كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المطّلب، فقال: «اللّهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فأسقنا.