12
وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ * اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). 1
ولا نرى بأساً من أن نشير إلى بعض الحقائق التي أكّد الله تعالى عليها في هذه الآيات الكريمة، فيما يلي:
1 - إنّ «الخوف» من المستقبل و«الأسى» على ما مض-ى أمران لا ينتابان أولياء الله أبداً، لأنّهم يحظون بالأمن والطمأنينة، وهذا الأمر يعتبر من أهمّ آثار الإيمان بالله تعالى.
2 - نال أولياء الله مقام الولاية لخصلتين اتّصفا بهما، وهما: الإيمان والتقوى الراسخَين في أنفسهم طوال حياتهم. ومن الجدير بالذكر أن قوله تعالى: ( وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ ) يدلّ على الاستمرار بالتقوى.
3 - لأولياء الله تعالى مقام «البش-رى» في الدنيا والآخرة. فالبش-رى في الآخرة تعني تكريمهم بنعم الله تعالى ودخولهم الجنة، وفي الدنيا تعني الصلة الخاصّة بينهم وبين بارئهم جلّ وعلا، حيث جاء ذكرها في الأحاديث تحت عنوان «المبشّرات». رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) في تفسير الآية الكريمة: ( لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا ) أنّه قال: «الرؤيا الصّالحة يبشَّر بها المؤمن جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوّة». 2
وكذلك قال صلوات الله عليه: «إنّ الرسالة والنبوّة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبيّ، ولكنّ المبشّرات.
قالوا: يا رسول الله، وما المبشّرات؟