20«ذكروا عند عائشة أنّ عليّاً رضى الله عنه كان وصيّاً، فقالت: متى أوصى إليه وقد كنت مسندتُه إلى صدري - أو قالت: حجري - فدعا بالطّست، فلقد انخَنَثَ في حجري، فما شعرت أنّه قد مات، فمتى أوصى إليه؟!» 1.
وأخرجه النسائي في مسنده من طريق الأسود أيضاً، بلفظ:
«عن عائشة، قالت: يقولون: إنّ رسول الله (ص) أوصى إلى عليّ رضى الله عنه ، لقد دعا بالطّستِ ليبولَ فيها، فَانخنَثَت نفسه (ص) وما أشعر، فإلى من أوصى؟!» 2.
ولا شبهة لأحدٍ من أهل السنّة في سند هذه الرواية بألفاظها المتعدّدة، وهي صريحة الدلالة على أنّ مسألة الوصيّة لأمير المؤمنين عليه السلام كانت معروفة عند الصحابة، وكانوا يتداولونها في مجالسهم ومنتدياتهم، وكأنّها أمر مفروغ من وجوده.
فهل لقّن ابنُ سبأ أيضاً هؤلاء الصحابة الذين ذكروا عند عائشة أن أميرالمؤمنين عليه السلام هو الوصيّ؟!
وعدم اطّلاع عائشة على الوصيّة لا يقدح بالأمر؛ إذ ليس من الضروريّ أن يوصي رسول الله (ص) بحضورها وفي حجرها! وهو في آخر لحظات حياته الشريفة، بعد أن أوصى (ص) بحضور أصحابه.
مضافاً إلى أنّ هذا الموقف لعائشة من وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام ليس ببعيد منها؛ لأنّها لا تطيب نفساً بالإمام عليه السلام ، وموقفها منه معروف. فقد أخرج أحمد بن حنبل (ت241/ه) في مسنده، عن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن عائشة، قالت:
«لمّا مرض رسولُ الله (ص) في بيت ميمونةَ، فَاستأذنَ نساءَه أن يُمرَّضَ في بَيتي فأذَِّ
له، فخرجَ رسولُ الله (ص) معتمِداً على العبّاسِ وعلى رجلٍ آخر، ورِجلاه تَخطّان في