10لا يخلو منه حتّى أصحاب المذهب الواحد؛ سواء في الفقه أو الاعتقادات، كما نجد ذلك لدى أئمّة أهل السُنّة أنفسهم.
كما أنّ من الظلم والإجحاف الاعتمادَ على المصادر الثانوية وغير المعتمدة لدى الطرف الآخر فى بيان مذهبه أو الردّ عليه، أو الاحتجاج بالقضايا الخلافيّة غير المسلَّم بها عنده، بل لابدّ من الرجوع إلى أُمّهات المصادر المعتمده لديه والاحتجاج عليه وفق متبنّياته.
قال ابن حزم: «لا معنى لاحتجاجنا عليهم برواياتنا؛ فهم لا يصدّقونها، ولا معنى لاحتجاجهم علينا برواياتهم؛ فنحن لا نصدّقها، وإنّما يجب أن يحتجّ الخصوم بعضُهم على بعض بما يصدّقه الذي تُقام عليه الحجّة به، سواء صدّقه المحتجّ أو لم يصدّقه؛ لأنّ من صدّق بشيء لزمه القول به أو بما يوجبه العلم الضروري، فيصير الخصم يومئذٍ مكابراً منقطعاً إن ثبت على ما كان عليه» 1.
ويجدر بالباحث الإسلامي أن يكون هدفه من وراء طرح كلّ مسألة علميّة هو طلب الحقّ والحقيقة، لا أن يرِد البحث وهو محمّل بالقَناعات والأحكام المسبَقة المسلّمة لديه من دون أن يكون له الاستعداد لرفع اليد عنها «وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ » (سبأ: 24)
ولا ريب في أنّ العلماء هم مصدر الخير والسعادة لكلّ أُمّة، فيجب على علماء المسلمين جميعاً السعي لما فيه خير الأُمّة وصلاحها، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلّا من خلال البحث العلمي الحرّ والموضوعي، مع سعة الصدر، والانفتاح، والابتعاد عن العصبيّة في الحوار، والتأدّب بالآداب الإسلاميّة، والتمسّك بالقيم الأخلاقيّة.
ونحن بدورنا سنضع كلّ ذلك نصب أعيننا إن شاء الله تعالى، ونوظّف كلّ أدوات