20القبور أي قصدها بالعبادة وهذا هو التفسير الصحيح والحقيقي لهذه الروايات والقرائن في الروايات تؤكد هذا المعنى.
مثل رواية أحمد التي يدعوا فيها النبي بألا يكون قبره وثنا يُعبد ثم أنكر عبادة أقوام لقبور أنبياءهم وجعلها أوثانا بقوله
« اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد » ثم أنكر ذلك على أقوام بقوله في بقية الحديث
« لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد » أي أن المعنى عبادة المقبورين وأن المقصود من النهي الوثنية وعبادة المقبورين باتخاذ قبورهم أوثانا يسجد لها بنية عبادة المقبورين فيها.
وهذا شرح صحيح صريح مفسر على ضوء تفسير الروايات لبعضها أي أن علة النهي الوحيدة الصريحة التي فهمت من تفسير الروايات لبعضها هي قضية الوثنية وعبادة الأوثان والسجود للقبور أي بمقصد السجود للمقبورين أو للقبر بمقصد وثني وهذا هو علة النهي ولا تفسير للحديث بأكثر من ذلك ولا يحكم بتفسير رواية واحدة دون الرجوع لروايات هذا الباب كاملة حتى تفسر بعضها بعض ونصل إلى المعنى الحقيقي ولا نتوهم بظاهر رواية دون تفسير بقية الروايات والجمع بينها حتى يتجلى المقصد من الحديث وروايته.
وقد اتضح لنا الآن المقصد الحقيقي من هذا الحديث والنهي عن تقديس وتعظيم الأنبياء والصالحين حتى يصل الأمر للشرك والسجود لهم ولا يكون أيضا بأن نتشبه بهم بعبادة الأوثان أي أن وجه المشابهة باشتراك فعل الشرك
ما بين المشبه والمشبه به وهذا هو موضوع الحديث ولا تتحمل الرواية أكثر من ذلك ولا نزيد ولا ننقص على ذلك.
وهذا ظاهر جدا من كلمة اتخذوا أي أن لهم مقصد شركي في القبر