19والعلة عندهم في التحريم الاطمئنان في السجود لطهارة الأرض والمكان وهذا اجتهاد لكل منهم ولكننا إذا صلينا في مقام فإننا نصلي وهناك حائل بيننا وبين المقام بمسافة السجود.
أما بالنسبة للحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما:
« لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ». 1
وروى أبو داود وابن ماجة والترمذي:
« الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ». 2
وأخرج أحمد والحميدي وابن سعد في الطبقات وابن عبد البر والحديث حسن:
« اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ». 3
فهذا الحديث شرحه مرتبط بفهمنا اللغوي وما تتحمله اللغة من معاني فإذا أدركنا معنى كلمة اتخذوا وكذلك كلمة مسجد أو مساجد وكذلك الجمع ما بين الروايات حتى تفسر الروايات بعضها بعض ولا يكون هناك تضارب ولا إبهام وسنشرح هذا الكلام بالتفصيل إن شاء الله.
فنقول والله المستعان.
إن كلمة اتخذوا بعد جمعنا للروايات أنها تعني التوجه وارتباط النية والمقصد بها أو بالمقبور الذي فيها فالمعنى الأول الأصلي الذي يفهم من ظاهر اللغة أي عبادة من فيها وقصد السجود للأنبياء المقبورين فيها والصالحين
بقصد عبادتهم وهذا شرك أكبر وهذا هو المقصد الرئيسي في روايات الحديث وهذا هو المعنى الحقيقي للحديث والذي يأخذ من ظاهره أي أن مقصد اتخاذ