65عليّ(ع) على المؤمنين. وهذا المعنى للآية مع أخذ دلالة أداة الحص-ر (إنّما) في الآية بعين الاعتبار يكون أكثر وضوحاً وظهوراً.
أمّا لنقض الادّعاء الثالث من الادّعاءات التي ذكرناها في موضع الخلاف في الآية، فنقول: إنّ تصور كون الآية بصدد (تش-ريع الزكاة أثناء الركوع) هو تصور ساذج وركيك ومخالف لما عليه سياق الآية ويتنافى مع ظاهر ألفاظها.
وبعبارةٍ أخرى، إنّ هذه الآية جملة خبرية في مقام الإخبار عن الولي على الأمور، وليست جملة إنشائية في صدد التشريع لحكمٍ ما.
ومن الأمور التي تؤيّد ما ذهب إليه الشيعة في دلالة الآية، وجود روايات كثيرة في المصادر الروائية السنّية تذكر شأن نزول آية الولاية هذه وسبب نزولها. وقد جاء في بعض هذه الروايات عن أبي ذر(رضى الله) قوله: أمّا إنّي صلّيت مع رسول الله يوماً من الأيام صلاة الظهر فدخل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللّهم اشهد: إنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً. وكان علي راكعاً فأومى إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنص-ره. وذلك بعين النبيّ(ص)، فلمّا فرغ النبيّ(ص) من الصلاة فرفع رأسه إلى السماء وقال: «اللّهم إنّ أخي موسى سألك، فقال: قٰالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسٰانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هٰارُونَ أَخِي * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي الآية، فأنزلت عليه قرآنا ناطقاً: قٰالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمٰا سُلْطٰاناً . اللّهم وأنا محمّد نبيّك وصفيّك اللّهم فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري». قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله الكلمة حتى أنزل عليه