43من القرآن إلّا أقرأنيها وأملاها علي وكتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله - عزّ وجلّ - لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علماً أملاه علي فكتبته، وما ترك شيئاً علّمه الله عزّ وجلّ من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلّا علمنيه وحفظته ولم أنس منه حرفاً واحداً». 1
وأيضاً قد روي عنه(ع) قوله: «ما نزلت آية إلّا وأنا علمت فيمن أنزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إنّ ربّى وهب لي قلباً عقولاً و لساناً طلقا». 2
فلا يمكني لمنصفٍ أن ينكر عظمة علم الامام علي(ع) أو أن يدّعي كون أحد الصحابة يناظره في ذلك.
فقد روي عن ابن مسعود قوله: «لو كنت أعلم أنّ أحداً أعلم بكتاب الله منّي لأتيته». يقول أبو عبد الرحمن السلمي وهو من القرّاء المشهورين: «فقلت له فعلي؟! قال: أو لم آته؟». 3
فلا شك في أنّ أهلالبيت(ع) كانوا أعلم الناس بكتاب الله تعالى. ولعل أفضل شاهد ومؤيّد لذلك حديث الثقلين المتواتر الذي يقرن بينهم وبين القرآن الكريم إلى يوم القيامة، ويؤكّد على أنّ الهدى بملازمتهما معاً وعدم تركهما، وأنّهما لا يفترقان أبداً.