28الصراط المستقيم إلى هذا المقام. 1
والإنسان في ظلّ عبوديّته لله وإخلاصه في العبادة يصل الى درجة التكامل الذاتي الذي لا صلة له بالحياة الفرديّة والاجتماعيّة، وهذا التكامل خارج عن نطاق الجسم والمادّة، وكلّ من يسلك هذا الطريق يبلغ درجاتٍ يلمس آثارها في حياته الدنيا وفي حياته الأُخرى، ولكلّ ولي درجته حسب مستواه.
ما المقصود من مفهوم الكمال؟
عندما نقول: الله تعالى هو الكمال المطلق أو الكمال اللامتناهي، فالمقصود من هذا الكمال هو صفات الله الجماليّة نفسها، من قبيل العلم والقدرة، والحياة والإرادة. والعبد ينال الكمال بمقدار عبوديّته لله تعالى.
والمقصود من نيل الكمال هو نيل المزيد من العلم والقدرة، والتأثير في الإرادة والحياة الأبديّة. ومن هذا المنطلق تكون منزلة العبد أعلى من منزلة الملائكة نتيجة نيله المزيد من الكمال.
ودأب البشريّة الهيمنة على العالم والقيام بما يعجز الإنسان عنه في الحالة الطبيعيّة، ومثال ذلك نجد أنّ بعض المرتاضين يسلكون الطرق المحرّمة والمؤذية لأنفسهم لتقوية أرواحهم ومن أجل نيل المزيد من القوى الخارقة للعادة.
ولكنّ الطريق الصحيح الذي يصل من خلاله الإنسان إلى سعادة الدارين هو طريق العبوديّة والخضوع لله ربّ العالمين، والالتزام بطاعته تعالى. وهذا ما يوصل العبد إلى مقامات تمكّنه من نيل قدرة التصرّف في عالم