12وكذا هو الحال بالنسبة الى المذاهب الفقهية.
فالمذهب الحنفيّ على سبيل المثال، قد أسّسه أبو حنيفة 1، والمذهب الشافعيّ قد أسّسه محمدبن إدريس الشافعيّ 2، وكذا هو الحال لسائر المذاهب الاسلاميّة، إذ لكلّ مذهبٍ تأريخ تأسيس محدّد، أمّا التشيّع فليس من المذاهب الكلاميّة أو الفقهيّة حتى يُقال إنّه نشأ بعد وفاة رسول الله(ص).
تأريخ التشيّع في الواقع هو تأريخ الإسلام، والتشيّع في الحقيقة هو نفس الإسلام الذي جاء به رسول الله(ص) ومن أهمّ تعاليمه استمرار القيادة والإمامة عن طريق شخص يعيّنه الله تعالى ويُعرّفه رسول الله(ص) للأمّة. وهذا الأصل البنّاء هو الذي يضمن بقاء الإسلام، ويبيّن واقع التشيّع. وقددعا رسول الله(ص) أيام حياته إلى هذا الأصل فآمن به بعض الصحابة وأقرّوا به بعد وفاته.
وهؤلاء هم روّاد الشيعة في عصر النبيّ(ص) وبعد وفاته، ولكنّ بعض الصحابة لم يُذعنوا الى هذا الاصل بعد التحاق رسول الله(ص) بالرفيق الاعلى وأوكلوا قيادة الأمّة الى شخص آخر.
إذن، تأريخ ظهور التشيّع بهذا المعنى هو نفس تأريخ ظهور الاسلام، وتعاليمه هي نفس تعاليم الاسلام، والأصل الذي يعتمد عليه الشيعة في تعيين إمام المسلمين بعد رسول الله(ص) والذي يؤمنون به كأصلٍ أقرّه الله تعالى، هو في الحقيقة أصلٌ ثابت من الأصول الاسلاميّة التي جاء بها نبيّنا الكريم(ص) وصدع بها في حياته.