8ولكن هذا الكتاب إنَّما يتناول شرطية العدالة في الراوي عند الجمهور، ومدى انعكاسها وتطبيقها عملياً على طوائف خاصة من الرواة.
إذن، فهذا البحث ليس في أصل اشتراط العدالة، بل في مدى تطبيقها، بعد الفراغ من شرطيتها عند الجمهور.
وسيثبت من خلال طيَّات هذا الكتاب أنَّ الجمهور اضطربوا أيّ اضطراب في تطبيق ما أسَّسوه في مقام النظرية، في خصوص شرط العدالة؛ فوثَّقوا رواةً لا ينبغي توثيقهم على مبانيهم، وضعَّفوا آخرين لا يستحقّون التضعيف على نفس المباني؛ لذا جاء عنوان الكتاب فقد الاعتدال في نقد الرجال ليشخِّص هذا الخلل في تطبيق النظرية على مصاديقها، ويشير إلى المطلوب في نقد الرجال.