47
بلسان ذلق، وعبارة طلقة، حتى أنَّه أخذ يليّن مثل الأعمش، وأبي نعيم، وعبيد الله بن موسى، وأساطين الحديث وأركان الرواية. 1
وللتدليل على كلام السخاوي المتقدِّم - من تحامل الجوزجاني على كل مَن اتّهم بالتشيّع - سنعرض هنا نماذج من ذلك:
ففي ترجمة أبي الصلت الهروي (عبدالسلام بن صالح الهروي)- الذي وثَّقه يحيىبن معين، مع تشدّده في التوثيق والتضعيف 2، وروى له عبدالله بن أحمد بن حنبل 3، وهو توثيق له عنده، وهذا يدل على وثاقته عند أبيه؛ لأنَّ عبدالله بن أحمد لا يروي إلّا عمَّن يأمره أبوه بالرواية عنه، كما ذكر ذلك ابن حجر في غير موضع 4 - ولسنا هنا بصدد توثيق أوتضعيف هذا الرجل، لكن حتى مَن ضعّفه قال: «صدوق له مناكير»، كما فعل العسقلاني، 5 أو «الرجل الصالح، إلاّ أنَّه شيعي جلد»، 6 كما قال الذهبي. لكن الجوزجاني قال في حقّه: «كان أبو الصلت زائعاً عن الحق، مائلاً عن القصد، سمعت مَن حدَّثني عن بعض الأئمَّة أنَّه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدّجال، وكان قديماً متلوّثاً في الأقذار». 7
ولم يُعرَف مَن الذي حدَّث الجوزجاني بذلك، ومَن هو الإمام المحدَّث عنه؟! فالجرح هنا مُرسَل، مع قساوته التى تنمّ عن تحاملٍ واضح.
ولم يكن السخاوي وحيداً في التنبّه لتحامل الجوزجاني على أهل الكوفة، وإفراطه في القدح في كبار محدِّثيهم، بل تبعه على ذلك الحافظ ابن حجر، وزاد على السخاوي بأنَّه