45
القسم الثاني: التوثيقات الخاصّة لأفراد النواصب وآحادهم
سننتقي في هذا القسم نماذج من أفراد النواصب الذين شاع نصبهم وبُغضهم لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعُرفوا به، ومع ذلك صرَّح أغلب الرجاليين بوثاقتهم، بل واعتمدوا أقوال بعضهم في الجرح والتعديل كما سنرى.
وإنَّما اخترنا هنا نماذج؛ لأنَّ استيعاب جميع النواصب الذين وُثِّقوا يحتاج إلى مؤلَّف خاص بذلك. وهذه النماذج هي كما يلي:
1- إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
هو أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الجريري، من أهل العراق، وبه طلب العلم، ثُمَّ هاجر فاستقرَّ في دمشق، وصار شديد الميل إلى مذهب أهلها آنذاك، وهو بغض علي بن أبي طالب.
وقد عُرِفَ أهل دمشق في ذلك الوقت بالنصب لعلي عليه السلام ، وكان هذا الرجل لا يتردَّد بالتصريح ببغضه لعلي بن أبي طالب - على ما سيتَّضح من ترجمته - نهاراً جهاراً، ومع كل ذلك عدُّوه من الثقات، بل اعتمدوا قوله في تعديل وجرح غيره من الرواة، وهذه نبذاً ممَّا قيل فيه:
أ- قال الصفدي:
الحافظ الجوزجاني، إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني الحافظ، صاحب الجرح والتعديل، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي، كان يحدّث على المنبر بدمشق، وكان شديد الميل إلى أهل دمشق في التحامل على عليٍّ ... 1
ومن قول الصفدي (صاحب الجرح والتعديل) يُعلَم أنَّ هذا الرجل ممَّن له رأي في تعديل وتجريح غيره، وقد يُعتمَد قوله في ذلك غالباً، وله في ذلك كتاب أسماه: أحوال الرجال.