55
الفصل السادس: الحجُّ والبراءة من المشركين
إنَّ أرض الحجاز ومدينة مكَّة والكعبة تُشكِّل مركزاً للوحي والتوحيد على مدار التأريخ؛ إنه أوّل بيت وُضع للناس للوقوف بين يدي الله، ومن هناك يقوم القائم(عج) شاهراً سيفه على الظلم والجور، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
إنَّ قيام القائم فيها يعني أنَّها - أي: الكعبة - تمثِّل قاعدة التوحيد، والإعلان عن البراءة من كلِّ شرك وإلحاد، وظلم وجور، كما تُشكّل قاعدةً لحشدِ وتعبئة وتنظيم صفوف الموحّدين، لمكافحة المشركين والملحدين.
1- الكعبه قاعدة التوحيد
يتبيَّن من الآيات والأحاديث الموجودة عن إبراهيم الخليل(ع)، وبنائه للكعبة، والمناسك الخاصّة بالحجّ - فضلاً عمّا ذكرناه سلفاً من الآيات والأحاديث الدالّة على غايات بعثة الرُسل - أنَّ البراءة من المشركين هي من