41والأشهر في هذه الآيات، آية (نفي السبيل)، حيث يقول سبحانه: (وَ لَنْ
يَجْعَلَ اللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) 1.
ويكمن سرّ البراءة من المشركين، في الوقوف أمام محاولات المستكبرين لفرض هيمنتهم على العالم الإسلامي، ونهب ثرواته وممتلكاته.
إنَّ نزاع المسلمين لم يوجَّه إلى تلك الشريحة من الكفّار، المستضعَفين فكرياً والمنهمكين في شؤون حياتهم اليومية، حتّى يتبرّؤوا من فعلهم. بل إنَّ ما يسعى إليه المسلمون هوإبلاغ نداء التوحيد. ولكن هذا ما لا يتحمّله ائمّة الكفر، الذين لا يدَّخرون جهداً للحيلولة دون انتشار كلمة الحق، وصحوة الأُمم ضدَّ هيمنتهم ومصالحهم اللامشروعة. ويدفعهم هذا إلى انتهاج سُبل لفرض السلطة والهيمنة على المسلمين، والتي نفاها الله سبحانه وتعالى حفاظاً على هوية واستقلالية المسلمين، وهداية شعوب العالم؛ ليقطع بذلك الطريق أمام بلوغ الكفّار غاياتهم.
وذهب فقهاء الشريعة، واستناداً لهذه الآية الشريفة، إلى عدم تجويز أيّ عقد ومعاملة مع الكفّار توجب هيمنتهم على المسلمين. وإنَّ سيرة الفقهاء القولية والعملية تظهر أنَّ المنع لم ينحصر في أمورٍ، كالبيع والارتهان والإيداع والاستعارة واستئجار الإماء للكفّار، أوحظر تزويج المسلمة من الكافر، لعدم انحصار سلطة الكفّار على المسلمين بهذه المصاديق بل التص-ريح بعدم الجواز كان جلياً في كافّة الشؤون الاجتماعية والسياسية، وصدرت الفتاوى بهذا الشأن استناداً إلى آية نفي السبيل.
فهل هيمنة المستكبرين وأئمَّة الكفر غائبة اليوم حتّى يسقط التكليف عن