40هؤلاء العداء والبعضاء، قلَّ ما نجد له شبيه ونظير.
و(الجذب) و(الدفع) هما من سمات الشخصيّات الكاملة والفذَّة والمجاهدة، التي تسعى إلى بلورة غاياتها المقدَّسة، تلك الغايات التي تُثير حفيظة معارضيهم، وتُطلِق ألسنة الناس باللّوم، وتجلب لهم من الأعداء ما يفوق عدد مناصريهم أحياناً 1. ويشير القرآن الكريم لهذا الفعل وأثره حيث يقول: (يُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ لاٰ يَخٰافُونَ لَوْمَةَ لاٰئِمٍ ) 2.
مع هذا فإنَّ اللوم والمعارضة والعداء لا يُثني عزم هؤلاء الرجال، ولا يُلين عريكتهم في مواجهة أعداء الله والحق، من المستكبرين والظالمين، بغرض اجتذاب عدد أكثر من الأنصار. فهم أشفق وأحنّ الناس على المؤمنين والمظلومين، في حين يكونون من أشدِّهم وأغلظهم على المعاندين والضالّين في الفعل والمعتَقَد.
والنموذج الأفضل لبلورة ما أوردناه في عالمنا اليوم هوالإمام الخميني(رحمه الله)، حيث استقطب بسلوكه العطوف والإنساني الرفيع الملايين من فئات الأُمَّة الإسلامية والمستضعفين في اقطار العالم، من المحيط إلى المحيط، حينما جلب له ثباته في طريق الحق العداء من جانب الكفّار والمعاندين والمنافقين.
5- رفض سلطة الكفّار
هناك آيات أُخرى تدلّ على لزوم البراءة من المشركين أوتؤيدها؛ وذلك عندما تنفي أيّ شكل من أشكال سلطة الكفّار والمش-ركين على المسلمين.