35للمسلمين، رسمت لهم معالم الطريق في مواجهة المشركين.
وتُستَشَفّ من الآية النقاط الهامّة التالية:
الف) تقدّم الآية إبراهيم والذين معه على أنّهم الأُسوة الحسنة، ويجب على المسلمين اقتفاء أثرهم. ولولم يتبرَّأ هؤلاء من المشركين، لما تأسَّى بهم المسلمون.
ب) (إنّا) الموجودة في بداية خطاب إبراهيم وأتباعه تدلّ على أهمِّية البراءة والتأكيد عليها.
ج) يأتي الكفر بفعل القوم في المرحلة الثانية، بعد الإعلان عن البراءة منهم ومن آلهتهم في الأولى.
د) يعلن العداوة والبغضاء على القوم في المرحلة الثالثة.
ه) (أبداً حتّى تؤمنوا) هي تأكيد على ديمومة واستمرار العداوة والبغضاء، حتّى جنوحهم للإيمان بالله سبحانه.
ولعلَّ الأبرز في شخصية إبراهيم(ع)، والتي يقدِّمها القرآن الكريم كأُسوة حسنة يقتدي بها المسلمون، هي براءته من المشركين ومن آلهتهم.
3- النهي عن قبول ولاية الكفّار والمشركين
بعد البحث عن الآيات الخاصّة بالبراءة من الكفّار والمشركين، نأتي إلى الآيات التي تُحذِّر المسلمين من تولِّي هؤلاء، وقد شدَّد الله سبحانه في هذه الآيات بما لم يشدِّد بمثله في شيء إلّا في الربا، فإنَّ التشديد فيه يضاهي تشديد تولِّي الكفّار، بل التولِّي يكون أقبح وأمقت عنده سبحانه وتعالى.
ومن المناسب أن نورد هنا بعض الآيات في هذا الشأن. قال تعالى: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصٰارىٰ أَوْلِيٰاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ