33 لأعداءالله. وتدلّ كلمة (براء) في الآية التالية على حدَّة هذا العداء 1: ( وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ إِنَّنِي بَرٰاءٌ مِمّٰا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ) 2.
وقد أصبح سلوك إبراهيم وأتباعه نموذجاً يُقتدى به لدى الأُمَّة الإسلامية، وقدَّمه الله للمسلمين على أنَّه الأُسوة الحسنة 3، وهذا ما سنقوم بشرحه في الفصل اللاحق.
وأخيراً وليس آخراً، تبرَّأ موسى(ع) من فرعون وقومه، حيث أعلن العداء نحوهم؛ ليخلِّص بني إسرائيل من الظلم والجور الذي كانوا يتعرَّضون له من السلطة، وحذا أتباعه حذوه في هذا المجال، حتّى دعا مؤمن آل فرعون الناس إلى التوحيد، والبراءة من ربوبية فرعون 4 وعلوِّه واستكباره.
2- الإسلام والبراءة من المشركين
لقد احتدَّت لهجة الإسلام في البراءة من المشركين والملحدين، ومواجهة الشرك والإلحاد، أكثر من الديانات السماوية السابقة، وتعدَّدت الآيات الواردة عنها في القرآن الكريم، وكان الرسول الكريم(ص) مأموراً بإبلاغها للمشركين: (أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّٰهِ آلِهَةً أُخْرىٰ قُلْ لاٰ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمٰا هُوَ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ ) 5.