51
وثيقة الصُلح بلسان المؤرِّخين
وأمَّا ما ذكره المؤرّخون والمحدثون من نصوص الصلح، فقد جاءت مقطعة ومتناثرة، لذا سوف نذكر بعض هذه النصوص و نربطها بعضها بالبعض الآخر، لكي يكون القارئ على بيّنةٍ من هذا الحدث التأريخي، الذي تضاربت وقُطّعت نصوصه. فقد ذكر ابن أعثم الكوفي، وابن طلحة الشافعي، وابن الصباغ المالكي، جزءاً منه، ونصوصهم تكاد تكون متقاربة، وكذلك السيوطي وابن قتيبة، وابن حجر وابن عنبة، وابن الأثير وأبو الفداء وغيرهم..
1. ما ذكره ابن أعثم وابن طلحة وابن الصباغ
واللفظ للأخير: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلِّم إليه ولاية المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنّة رسول الله، وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحدٍ من بعده عهداً، على أنَّ الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى، في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم، وعلى أنَّ أصحاب على وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا، وعلى