43فبدأ الجيش بالتخاذل، إلى أن وصل الأمر إلى أنَّ أحد عناصر جيشه طعنه واتَّهمه بالشرك، وذلك حينما قام إليه رجل من بني أسد، من بني نصر بن قعين، يقال له الجراح بن سنان، فلمّا مرّ في مظلم ساباط، قام إليه فأخذ بلجام بغلته وبيده معول، فقال: الله أكبر يا حسن، أشركت كما أشرك أبوك من قبل، ثُمَّ طعنه، فوقعت الطعنة في فخذه، فشقَّته حتى بلغت اربيته، فسقط الحسن إلى الأرض، بعد أن ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده، واعتنقه وخرَّا جميعاً إلى الأرض. 1
استمالة معاوية لرؤساء القبائل
بل إنَّ هناك جماعة من رؤوس القبائل مَن كاتبَ معاوية بالطاعة له في السر، وضمنوا له تسليم الإمام الحسن عند وصوله إليهم. قال الشيخ المفيد:
وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة له في السر، واستحثُّوه على السير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن(ع) إليه عند دنوّهم من عسكره، أو الفتك به، وبلغ الحسن ذلك. 2
وهذا يدلّ على أنَّ معاوية قد نجح في زعزعة أركان جيش الإمام بأساليب وألوان مختلفة، منها: (الأموال، والكذب، والإشاعات)، بحيث استمال قواد الجيش والقبائل.
ووجد معاوية الأرض الخصبة التي تتقبَّل هذه العروض؛ نتيجةً لعدم إيمان الأُمّة نفسياً وعقائدياً بما يمثّله الإمام من امتدادٍ للرسالة، وسنخاً للنبوة