41
    
 5. الفئة المؤمنة المخلصة 
  
  وهي القليلة الخيّرة، التي يذوب صوتها في زحام الأصوات الأخرى المعاكسة لها 1 هذه هي أحوال الكوفة؛ لذا عندما خاطبهم الإمام(ع) سكتوا، فما تكلَّم منهم أحد، ولا أجابه بحرف، فلمّا رأى ذلك عدي بن حاتم، قام فقال: 
   أنا ابن حاتم، سبحان الله! ما أقبح هذا المقام! ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيّكم؟! أين خطباء مُضر... الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة، فإذا جدَّ الجدّ فروّاغون كالثعالب، أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها. 2
  
    
 خذلان الجيش وتفرّقه عن الإمام الحسن(ع) 
  
  أضف إلى ذلك أنَّ الجيش وقادته قد تخاذلوا عن الإمام؛ ممَّا أدّى ذلك إلى الهزيمة النفسية والعسكرية. قال ابن الأثير، وهو يروى قصة تفرّق جيش الإمام الحسن عنه وخذلانهم له: 
   فلمَّا نزل الحسن المدائن، نادى مناد في العسكر: ألا إنَّ قيس بن سعد قُتل فانفروا، فنفروا بسرداق الحسن، فنهبوا متاعه، حتى نازعوه بساطاً