34 لاقيه به، فادخل في السلم والطاعة، ولا تنازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منك، ليطفئ الله النائرة بذلك، وتُجمع الكلمة وتصلح ذات البين، وإن أنت أبيت إلّا التمادي في غيِّك، نهدت إليك بالمسلمين، فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين. 1
صدع الإمام الحسن(ع) بكلمة الفصل - بعد أن أعطاه الدلائل والبراهين على أحقيته بالولاية - وهي أن يدخل معاوية في السلم والطاعة، وأن لاينازع الأمر أهله ومَن هو أحقّ به منه.
وجاء جواب معاوية متلبّساً بمسوح الإسلام، ومغطِّياً نفسه بجلباب الرعيّة، ليتحدَّث باسم الإسلام، قال:
قد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت به محمداً رسول الله من الفضل، وهو أحقّ الأولين والآخرين بالفضل كلّه، قديمه وحديثه، وصغيره وكبيره، وقد والله بلّغ وأدّى، ونصح وهدى، حتى أنقذ الله به من الهلكة وأنار به من العمى، وهدى به الجهالة والضلالة، فجزاه الله أفضل ما جزى نبياً عن أُمَّته... . وذكرت وفاته وتنازع المسلمين الأمر بعده، وتغلبهم على أبيك، فصرّحت بتهمة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وأبي عبيدة الأمين، وحواري رسولالله، وصلحاء المهاجرين والأنصار، فكرهت ذلك لك، وإنّك أمرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين، ولاالمُسيء ولا اللئيم، وأنا أحبّ لك القول السديد والذكر الجميل، وإنَّ هذا الأُمّة لمّا اختلفت بينها لم تجهل فضلكم، ولاسابقتكم ولا قرابتكم من نبيّكم، ولا مكانكم في الإسلام وأهله، فرأت الأُمّة أن تخرج من هذا