٢٧يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، وأنا من أهل البيت الّذين افترض الله مودَّتهم على كل مسلم، فقال تبارك وتعالى لنبيه(ص): ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً )، فاقتراف الحسنة مودَّتنا أهل البيت. ١
ثُمَّ جلس فقام عبدالله بن عباس(رحمة الله) بين يديه، فقال:
معاشر الناس، هذا ابن نبيكم، ووصي إمامكم، فبايعوه. فاستجاب له الناس وقالوا: ما أحبّه إلينا، وأوجب حقه علينا، وتبادروا إلى البيعة له بالخلافة، وذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة. ٢
وبعد أن بايعته الأُمَّة، خطب خطابه البليغ، حيث وضع الأمور في نصابها الصحيح، فألزم الناس الحجة، بأنَّ آل محمد هم أصحاب الحق الشرعي، وأنَّهم الصراط المستقيم، فهم حزب الله الغالبون، وهم عترة رسول الله، والأقربون إليه من غيره، فيجب الطاعة والانقياد لهم، ثمَّ حذّرهم من الإصغاء لهتاف الشيطان (ويقصد به معاوية)؛ فإنّه لكم عدوّ مبين.
قال(ع):
نحن حزب الله الغالبون، ونحن عترة رسوله الأقربون، ونحن أهل بيته