12 على أن تكون له الخلافة من بعده، وعلى أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء ممَّا كان أيام أبيه، وعلى أن يقضي عنه ديونه. فأجابه معاوية إلى [ما] طلب إلاَّ عشرة، فلم يزل يراجع حتى بعث إليه برقّ أبيض، وقال: اكتب ما شئت فيه، فأنا التزمه، كذا في كتب السِّير. 1
هذه هي السير التي نقل منها ابن حجر، وللأسف نجد أنَّ مَن يأتي من بعده يعتمد هذا النقل الخالي من الموضوعية، فيتجنّى على التأريخ؛ فيحمّل الإمام الحسن(ع) مسؤولية الصلح وتسليم الأمر إلى معاوية، وإعطاءه قيادة الأُمَّة، وأنَّه كان يرغب في التخلّي عن مركز الحكم، تهرُّباً من مسؤوليات الحرب؛ لأنَّه راغب للسّلم أكثر منه للحرب.
ولكنَّ هذا التبرير باطل جزماً؛ لأنَّ مواقف الإمام الحسن في ميدان الحرب تشهد بفروسيته وبطولته، يقول كامل سليمان، واصفاً شجاعته:
فهو من أركان الحرب عند أبيه، ومن أُمراء جيشه، وهو منه ساعد قوي ومعوان عظيم، فأبوتراب يزحف وأولاده من حوله، يشدّون أزره، ويسندون ظهره، وكلّهم ليث قاصم الضربة. 2
والذي يؤكِّد هذا الكلام؛ مواقفه في حرب الجمل وغيرها، فقد روى ابن شهر آشوب:
دعا أمير المؤمنين(ع) محمد بن الحنفية يوم الجمل، فأعطاه رمحه وقال له: اقصد بهذا الرمح قصد الجمل، فذهب فمنعوه بنو ضبة، فلمّا رجع إلى