19والنفي ، أي لا يشفع عنده أحد إلّابأمره ، وذلك أنّ المشركين كانوا يزعمون أنّ الأصنام تشفع لهم ، وقد أخبر اللّٰه عنهم : أنّهم يقولون : هؤلاء شفعاؤنا ، ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّٰه زُلفى .
فأخبر اللّٰه أنّه لا شفاعة عنده لأحد إلّامن استثناه اللّٰه بقوله : إِلاّٰ بِإِذْنِهِ .
ونظيره قوله في سورة النبأ : يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً إنتهى .
وفي سورة النجم : وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمٰاوٰاتِ لاٰ تُغْنِي شَفٰاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّٰ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللّٰهُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يَرْضىٰ .
وبين ما نزلت ردّاً للمشركين من عَبَدة الأصنام ، ورغماً عمّا كانوا يزعمونه من الشفاعة لآلهتهم .
كما في سورة بني إسرائيل : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاٰ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لاٰ تَحْوِيلاً .
وكما في سورة السبأ في قوله تعالى : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ لاٰ يَمْلِكُونَ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ إلى قوله : وَ لاٰ تَنْفَعُ الشَّفٰاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّٰ .
وَكَما في قوله تعالى في سورة الزمر : أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ شُفَعٰاءَ قُلْ أَ وَ لَوْ كٰانُوا لاٰ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَ لاٰ يَعْقِلُونَ* قُلْ لِلّٰهِ الشَّفٰاعَةُ .
والعجب من المتكلّف حيث أعجبه التمسّك بهذه الآية في منع الاستشفاعات في غير موضع من كتابه .
وهي كما ترى ، والمغالطة في إسقاطهم لصدر الآية كما عرفت .
ومثلها ما في سورة يونس : وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مٰا لاٰ يَضُرُّهُمْ وَ لاٰ يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هٰؤُلاٰءِ شُفَعٰاؤُنٰا عِنْدَ اللّٰهِ .
وفي سورة الروم : وَ يَوْمَ تَقُومُ السّٰاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكٰائِهِمْ