11ذلك، ولا رأى في القوم من يصلح للقيام به سواه، فأقامه(عليه السلام) مقام نفسه في ذلك واستنابه فيه، مطمئناً إليه ساكناً إلى نهوضه بأعباء ما كلّفه فيه. 1
في هذه الأثناء أرسل صلوات الله عليه كتاباً إلى الإمام عليّ(عليه السلام)، الذي كان على رأس سريّةٍ في اليمن، وطلب منه أن يأتي إلى مكّة، ولكنّه لم يذكر في هذا الكتاب شيئاً عن مناسك الحجّ أو ما سيفعله في هذه الحجّة.
على أيّ حالٍ، تحرّك رسول الله(صلى الله عليه و آله) في جمع من المسلمين نحو الديار المقدّسة، وانطلق الإمام عليّ(عليه السلام) مع جيشه من اليمن نحو مكّة أيضاً، وبعد أن اقترب من مشارفها، أوكل قيادة الجيش لنائبٍ له من أجل أن يتمكّن من اللحاق برسول الله(صلى الله عليه و آله). وبالفعل، فقد التقى به قبل أن يدخل مكّة، وأخبره عمّا قام به مع جيشه، وما جلبه من حِللٍ وغنائم؛ إذ قال الشيخ المفيد عن هذا الحدَث:
وخرج أميرالمؤمنين(عليه السلام) بمن معه من العسكر الذي كان صحبه إلى اليمن، ومعه الحِلل [التي] كان أخذها من