7
المقدّمة
يترك في كلّ عام مئات الآلاف من الناس مواطنهم ويتوجّهون بشوق ولهفة نحو الحرمين الشريفين لأداء أروع وأبهى العبادات، وهي العمرة والحجّ.
وكلّ واحد من زوّار بيت الله الحرام ينظر إلى هذا السفر من زاوية خاصّة تنسجم مع مستواه العلمي والمعرفي، فترى بعضهم ينتهز فرصة الحجّ ليزداد حبّاً لله، وليعود إلى بلده وقد حاز على حجّ مقبول وسعي مشكور.
ولكن ترى آخرين ممّن تحيطهم الغفلة يؤدّون مناسك الحجّ وهم ساهون بحيث لا يلتفتون إلى أنفسهم إلاّ بعد فوات الأوان، فيجدون أنفسهم قد رجعوا من سفر كان لهم كالحلم الذي انقضى من حيث لا يشعرون، فتعتريهم الحسرة والندامة، ويدركون فداحة فوات الفرصة الثمينة، التي أضاعوها بكلّ بساطة.
نعم، هناك مَن عاش فترة طويلة من عمره متمنّياً زيارة بيت الله الحرام وزيارة قبر رسول الله (ص) وقبور أئمّة البقيع عليهم السلام ويدعو الله ليلاً