33
من يتزيّن بك». 1
وعن شهاب بن عبد ربّه، قال:
قلت لأبي عبدالله عليه السلام : قد عرفت حالي، و سعة يدي، وتوسيعي على إخواني، فأصحب النفر منهم في طريق مكّة فأُوسّع عليهم، قال عليه السلام : لا تفعل يا شهاب، إن بسطت وبسطوا أجحفت بهم، وإن هم أمسكوا أذللتهم، فاصحب نظراءك، اصحب نظراءك. 2
وعن حسين بن أبي العلاء، قال:
خرجنا إلى مكّة نيفاً و عشرين رجلاً، فكنت أذبح لهم في كلّ منزل شاة، فلمّا أردت أن أدخل على أبي عبدالله عليه السلام قال: «يا حسين، وتذلّ المؤمنين؟» قلت: «أعوذ بالله من ذلك». فقال: «بلغني أنّك كنت تذبح لهم في كلّ منزل شاة». فقلت: «ما أردت إلاّ الله». قال: «أما علمت أنّ منهم من يحبّ أن يفعل مثل فعالك فلا تبلغ مقدرته، فتقاصر إليه نفسه». قلت: «أستغفرالله، ولا أعود». 3
ومراعاة هذه المسألة الأخلاقيّة توجب ابتعاد أهل القافلة الواحدة من حالة مقايسة كلّ واحد منهم مع ما عند الآخرين، ومن حالة التشنّج الّتي تحصل من خلال هذه المقارنة، والّتي تؤدّي إلى نشوء حالة التوتّر والتنافر فيما بينهم، ولكن إذا صحب الإنسان في سفره