27
[تأرجح الحنابلة مع الهوىٰ في التجسيم والتأويل]
ثمّ إنّهم في مواضع يؤوّلون بالتشهّي .
وفي مواضع أغراضِهم الفاسدة يُجرون الأحاديث علىٰ مقتضىٰ العرف والحسّ ، و يقولون ينزل بذاته ، وينتقل ويتحرّك ، ويجلس علىٰ العرش بذاته .
ثم يقولون : لا كما يُعقل ، يغالطون بذلك من يسمع من عامّي وسيّي الفهم .
و ذلك عين التناقض ، ومكابرة في الحسّ والعقل ؛ لأنّه كلام متهافت يدفع آخره أوّله وأوّلُه آخره .
وفي كلامهم : «نُنزّهه غير أنّنا لا ننفي عنه حقيقة النزول» .
و هذا كلام من لا يعقل ما يقول .
و مثل قول بعضهم : المفهوم من قوله : هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 1 في حقه هو المفهوم في حقّنا إلّاأنّه ليس كمثله شيء .
فانظر - أرشدك اللّٰه - كيف حكم بالتشبيه المساوي ، ثمّ عقّبه بهذا التناقض الصريح؟!
و هذا لا يرضىٰ أن يقوله من له أدنىٰ رَويّة .
ولهم من مثل هذه التناقضات ما لا يحصىٰ .
[تناقض دعواهم]
ومن التناقض الواضح في دعواهم في قوله تعالىٰ : اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ 2 أنّه مستقرّ علىٰ العرش .