5من سبعين شهيداً. فما ان وقعت عيناه علىٰ جسد عَمّه المُمَثَّل به حتىٰ تأثر تأثراً عظيماً، وبعد أن صلّى علىٰ أجساد الشهداء ودفنهم فرادى أو أزواجاً في اللّحود.
وعند غروب الشمس رجع الرسول صلى الله عليه و آله مع المسلمين الى المدينة التي عَلَتْ فيها أصوات الأمهات النّائحات، والزّوجات اللائي فقدن أزواجهن من كلَّ مكان من المدينة.
فأمرَ الرسول صلى الله عليه و آله من قِبَل ربّه ان يتعقّب العدو صباح ذلك اللّيل. فصاح مناد لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في المدينة مُعلناً هذا الخبر، وطلب من الذين كانوا قد اشتركوا معه في احد ان يخرجوا معه هذه المرة فقط. فتحرّك النبيّ صلى الله عليه و آله مع أصحابه حتىٰ وصلى إلى مسافة ثمانية أميال عن المدينة، عند منطقة تدعىٰ ب (حمراء الأسد) وأقامَ هناك، وأمر بأشعال النيران في كل مكان من تلك المنطقة ليلاً؛ لكي يوهِمَ المشركين بأنَّ عدد المسلمين أكثر مما اشترك في أحد.
على أيَّة حال كانت تلك خطة نبويّة ناجحة نفّذها الرسول صلى الله عليه و آله وأدّت إلىٰ إضعف روحيّة أبي سفيان وجيشه، الذين كانوا يزمعون؟؟ الهجوم ثانية على المدينة، واُرْغِموا علىٰ نَبْذ خُططهم تلك.
وهكذا انتهت معركة احد بعد انَ خَسر المسلمون قرابة سبعين أو اربعة وسبعين شهيداً، وقال بعضهم بل كانوا واحداً وثمانين شهيداً.
وأمّا اليهود والمنافقون في المينة فقد ملأتهم الفرحة وغمرهم السرور، وعادوا يفكرون بإثارة الفتن والقلاقل داخل المدينة لزعزعة الوضع فيها.
شهداء احد:
1 - حمزة بن عبد المطلب:
حمزة هو عمّ النبي صلى الله عليه و آله وأحد أبطال الإسلام وشجعان العرب الذين شاركوا في معركة بدر ضد مشركي قريش وقتل من صناديدهم شيبة بطل قريش وعدداً آخر منهم. وفي أُحد أبدىٰ حمزة كذلك بطولة استثنائية حتىٰ استشِهَد علىٰ يد «وحشي». وبعد استشهاده قَدِمَت هند زوجة أبي سفيان يملاؤها الحقد والضغينة، فشقّت صدر حمزة وأخرجت كبده وصَلَّت بأسنانها على الكبد، ثم مَثَّلت بجسده الشريف. فلما بَصْرَ النبي صلى الله عليه و آله جسد عمّه علىٰ تلك الحال تأثر وبكىٰ بكاءً شديداً، وألقىٰ عباءته علىٰ جسده.
لُقِّب حمزةَ ب (أسد اللّٰه) و(أسد رسول اللّٰه) و(سيد الشهداء).
2 - حنظلة غسيل الملائكة:
كان أبو حنظلة بن عامر عدوّاً لدوداً للإسلام والمسلمين، ومن العناصر الحاقدة على الإسلام، وكما أنه كان مؤسس مسجد ضرار المشهور. وعلىٰ عكس