4ولم يكن المدافعون عن الرسول صلى الله عليه و آله إلّاقلّة قليلة. وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يدور حول النبي صلى الله عليه و آله من جميع جهاته حامياً إيّاه من كلّ سوء قد يصيبه، وكان كل حين يُرسل جماعة من المشركين إلىٰ جهنّم بعد أن يذيقهم مرّ العذاب بسيفه البَتّار.
وقال علي عليه السلام مرة:
«لما حَمَلت قريش علينا، اتّخذ كلٌّ من المهاجرين والأنصار طريقهم إلىٰ منازلهم هاربين وأما أنا فقد بقيت ادافع عنه صلى الله عليه و آله وقد عَلاني سبعون جُرحاً، فأزاحَ الرسول صلى الله عليه و آله عباءته ومَسَّ بيديه الشريفتين جراحي فلم يَعد لها أثر في بدني». وقد حاربَ علي بن أبي طالب عليه السلام ودافع عن الرسول صلى الله عليه و آله حتىٰ كُسِرَ سيفه ودَوّى صوت في السماء يقول:
«لا فتى إلّاعليّ، لا سيف إلّاذو الفقار».
وقد ذكر ابن هشام أن عدد القتلىٰ من المشركين بلغ (22) قتيلاً منهم (12) قتلوا علىٰ يد علي بن أبي طالب.
وكان حمزة عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأبو دجانة وأمّ عامر واسمها (نسيبة) من الذين أحاصوا بالنبي صلى الله عليه و آله ودافعوا عنه.
النتيجة:
لقد كانت لبطولة علي بن أبي طالب عليه السلام وشجاعته مع باقي أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله أثرها الفاعل في نجاة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من موت محقّق. وزحف الرسول صلى الله عليه و آله بعدها مع أصحابه شيئاً فشيئاً إلىٰ داخل شِعب احد. وفرح باقي المسلمين عندما رأوا النبي صلى الله عليه و آله حيّاً يُرزق وجاءوا إليه يحيطهم الخجل من كل ما حدث. وملأ علي بن أبي طالب عليه السلام درعه ماءً وغسل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وجهه وقال:
غضب اللّٰه علىٰ قوم أدْمَوا وجه نبيّهم.
ولما جاء وقت صلاة الظهر والعصر. عَمَدَ النبيّ صلى الله عليه و آله إلىٰ اقامتها وهو جالس نظراً لما كان أصابه من جراح وضعف مفرط، واقتدىٰ به باقي المسلمين. وترك العدو من الجهة الأخرىٰ أرض المعركة تغمره نشوة الانتصار وسارَ بمن بقي من أفراده إلىٰ مكّة.
هذا وقد قُتِلَ من المسلمين أكثر من ثلاثة أضعاف قتلى العدو، وكانت بعض الجثث من قتلى المسلمين قد مُثِّلَ بها من قِبَلِ المشركين كقطع آذانهم انوفهم. إلّاانَّ أفضع مُثلة كانت تلك التي قامت بها هند زوجة أبي سفيان حين بقرت بطن حمزة عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله وأخرجت كبده قضمته بأسنانها. فكان منظر ساحة المعركة أليماً لا يُقاوَم.
وجاء الرسول صلى الله عليه و آله مع من بقي من المسلمين الىٰ ساحة المعركة ودفنوا ما يَقْربُ