16
مائة و عشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الإختلاف في وفات أبيالطفيل. و ان اعتبر من بعد وفاته فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعاً و تسعين.
وأما قرن التابعين فان اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين.
وأما الذين بعدهم فان اعتبر منها كان نحواً من خمسين. فظهر بذلك انّ مدة القرن تختلف باختلاف اعمار اهل كل زمان.
واتفقوا انّ آخر من كان من اتباع التابعين ممّن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين و مائتين، و في هذا الوقت ظهرت البدع ظهوراً فاشياً، و اطلقت المعتزلة السنتها، و رفعت الفلاسفة رؤوسها، و امتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن، و تغيرت الأحوال تغيراً شديداً، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن. 1