11تمييز ودون انتقاء؛ باعتبار أنَّ الجميع عدول وعلى درجة واحدة، ويُقتَدى بهم جميعاً دون أدنى شكّ 1.
ما دام هؤلاء لا يؤمنون بمثل هذه الأمور، ويستخدمون عقولهم في رفضها أو إعادة النظر فيها، أو التردّد في قبولها؛ فهم ليسوا على الكتاب والسنّة، وليسوا مسلمين، بل مشركون كفّار زنادقة، حُكمهم حُكم المُرتدّ.
القاعدة الثانية
رفض العقل وزَندَقة أصحاب العقول؛ سيراً مع قول إمامهم أحمد بن حنبل: «لأنْ آخذ بالحديث الضعيف، خير لي من أنْ أقول برأيي». والتزاماً بأقوال مُجدِّد أطروحته، ابن تيمية: «إنَّ عُمدة كل زنديق ومنافق إبطال حديث الرسول والطعن فيه.. وإنَّ الطاعن في السلف، طاعن في الرسول.. وإنَّ المنطق لا يأمر بالتوحيد وعبادة الله، بل يأمر بالشركِ وعبادة الكواكب» 2.
من هنا، فيجب على المرء أنْ يُلغي عقله، ويعيش بعقل الماضي، الذي يُلزمه بتقديس السَلَف، والإيمان بصحّة رواياتهم التي نقلوها لنا عن الرسول(ص)، وعدم الارتياب فيهم، واعتقاد كونهم طبقة مثالية عالية لا نظير لها.
وعلى أساس هذه القاعدة، تمَّ تجريم الرأي وزندقة صاحبه وإراقة دمه؛ باعتبار «أنَّ الذين يخوضون في مثل هذه الأمور، يخوضون في الإسلام، ويعملون على هدمه»، وكأنَّهم بهذا