35
جلّ كتب ابن تيميّة (وجادة) لا سند متّصل لها
أضف إلى ذلك إنّ شيخ الإسلام الذي قد امتلأت رسالة الدكتور القفاري باجترار ما يقول -لو أحصينا كلماته لوجدناها تبلغ نصف هذه الرسالة أو أكثر- جلّ كتبه هي وجادة، فالإشكال الكبير الذي يرد على الدكتور القفاري هو أنّ رسالته حملت مفاهيم وأفكار ابن تيميّة في كتبه المشهورة، فقد أحصيت الموارد التي ردّدها عن ابن تيميّة فبلغت أكثر من مائة وخمسين مورداً، وغير ذلك من الموارد التي بلورت بصيغة أُخرى ولم ينسبها إليه، وعلى هذا تكون أكثر شبهات هذه الرسالة هي من كلام ابن تيميّة؛ في حين أنّ كتب ابن تيميّة وجادة لا سند متّصل لها، والوجادة -كما هو معلوم بداهةً عند أهل الفن- من أضعف طرق التحميل، وعليه فيكون كلام ابن تيميّة وتبعاً له كلام القفاري تشوبه هذه الشبهة ممّا يجعلنا نتوقّف في مرويّاته ومجازفاته وحملاته الظالمة ضدّ الشيعة.
الدكتور محمود سعيد ممدوح يصرّح بوجادة كتب ابن تيميّة
قال الدكتور محمود سعيد ممدوح، في محاضرة له عن السلفيّة: «إنّ جلّ مصنَّفاته (وجادة) ما معنى هذا؟.. ابن تيميّة بينه و بين أهل عصره شدٌّ و جذبٌ، و كان بينه و بين أهل عصره ردود و مخالفات. و عندما تُوفّي رحمه الله انتقل هذا الشقاق و الخصام إلى تلاميذه، و لكن ضعُفت الحدّة والقوّة، (وبوفاة تلاميذه انتهى هذا الأمر نهائيّاً).
بعض الحنابلة كانوا يحبّون ابن تيميّة ووجدوا كتب ابن تيميّة و أرادوا أن يحافظوا عليها، وجاء أحدهم - و هو ابن عروة الحنبلي - و أخذ نسخة من هذه