34«منهاج السنة»: «وقد أنزل الله تعالى في عليّ: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْرَبُوا الصَّلاٰةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ حَتّٰى تَعْلَمُوا مٰا تَقُولُونَ)، لمّا صلّى فقرأ وخلط».
وقال النبيّ(ص): «وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً»، لمّا قال له ولفاطمة: «ألا تصلّيان؟»، فقالا: «إنّما أنفسنا بيد الله سبحانه وتعالى» 1.
فابن تيميّة ينصب العداء لأهل البيت(عليهم السلام)، بشهادة بعض العلماء كما سنذكره، وعليه فالقفاري يقتفي نفس الأثر في النصب، وهذه الشبهة تلاحقه في جميع أبحاثه؛ قال الغماري في «فتح الملك العليّ» فيمن تنكّر لفضائل عليّ(ع): «كما صرّح به بعض من رفع جلباب الحياء عن وجهه من غلاة النواصب، كابن تيميّة وأضاربه، ولذلك تراهم عندما يضيق بهم هذا المخرج ولا يجدون توصّلاً منه إلى الطعن في حديث - لتواتره أو وجوده في الصحيحين - يميلون به إلى مسلك آخر، وهو التأويل وصرف اللفظ عن ظاهره» 2.
ونفس هذا الأسلوب سار عليه واقتفاه الدكتور القفاري في تعامله مع أحاديث الإمام المهدي(عج) المتواترة، فتارة يقول بالخرافة والأُسطورة، وتارة أُخرى ينفي ولادته مع اعتراف جملة كبيرة من كبار علماء طائفته، وتارة يسخّف آراء الآخرين ويتلاعب بالألفاظ، وذلك بصرفها عن ظاهرها، كما ستجده في معظم أبحاثه التي سوف نطرقها قريباً.
إذن فمن كان هذا حاله فكيف يمكن الوثوق بموضوعيّته وأمانته وصدقه؟! فشهادته قطعاً تكون مجروحة، والقارئ الحصيف لا يمكن أن يطمئن بما ينقله عن عقائد الشيعة وإن ادّعى ذلك.