21اختراع ولد لأخيه، ضاق الشيعة ذرعاً بأمره، حتّى لقّبوه بجعفر الكذّاب» 1.
الجواب:
أيضاً هذه الشهادة باطلة لعدّة وجوه:
الأوّل: قول الدكتور القفاري باعتراف الشيعة بهذه الشهادة من أخيه جعفر يتناقض مع قوله الآخر: إنّ الشيعة ضاقت ذرعاً بأمر جعفر بحيث لقّبوه بالكذّاب، فكيف نجمع بين هذين القولين المتضاربين؟!
ثمّ كيف تعترف الشيعة بذلك وصلب عقيدتهم هي الإيمان بوجود الإمام الثاني عشر؟ وهو من أُصولهم الاعتقاديّة التي من المفترض أن يناقشهم عليها في أُطروحته التي تحمل عدد أئمّتهم (أُصول مذهب الشيعة الاثنى عشريّة)، فهو يعترف أنّهم يعتقدون باثني عشر إماماً، و المهدي هو الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإماميّة، فكيف هم يعترفون بنفي ذلك؟! فلا نعلم أيّ تناقض هذا، أليس هذا الكلام ينفي موضوع الرسالة التي تحمل هذا العنوان؛ لأنّه فرض مسبقاً أنّ الشيعة تنفي ذلك؟!
الوجه الثاني: إنّ الشيخ الطوسي ردَّ على هذه الشبهة بكونها: «ليس بشبهة يعتمد على مثلها أحد من المحصّلين؛ لاتّفاق الكلّ على أنّ جعفراً لم يكن له عصمة كعصمة الأنبياء، فيمتنع عليه لذلك إنكار حقّ ودعوى باطل، بل الخطأ جائز عليه، والغلط غير ممتنع منه. وقد نطق القرآن بما كان من ولد يعقوب(ع) مع أخيهم يوسف(ع)، وطرحهم إيّاه في الجبّ، وبيعهم إيّاه بالثمن البخس، وهم أولاد الأنبياء، وفي الناس من يقول كانوا أنبياء. فإذا جاز منهم مثل ذلك مع عظم الخطأ فيه، فلِمَ لا يجوز مثله من جعفر بن عليّ مع ابن أخيه، وأن يفعل معه من الجحد طمعاً في الدنيا ونيلها؟ وهل يمنع من ذلك أحد