10
غياب المنهجيّة العلميّة عند الدكتور ناصر القفاري
وهذا ما نجده شاخصاً وجليّاً عند الدكتور السلفي (ناصر بن عبد الله بن عليّ القفاري) في كتابه الموسوم ب- (أُصول مذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة) والذي هو في الأصل أُطروحة نال بها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأُولى من جامعة الملك محمّد بن سعود الإسلاميّة، ولاسيّما في بحثه الذي عقده للمهدويّة، والذي أسماه (المهديّة والغيبة).
فالمتتبّع لكلام الدكتور القفاري في كتابه هذا لم يجده يفهم كلام الآخرين ولم يتعلّمه إطلاقاً؛ لعدم وجود المنهج الذي ينطلق منه عند نقده لآرائهم وأُسسهم الفكريّة؛ وهذا ناشئ من أمرين:
إمّا الجهل، أو الحقد والبغض للتشيّع، ولعلّ كلا الأمرين لا يعدوانه؛ لذا تجده يتّهم ويتقوّل عليهم بلا برهان وحجّة صحيحة، وبهذا يخفى عجزه عن مواجهة الآخر، وتضطرب كلماته بدون تأمّل وإنصاف في نقل وجهة نظر الطرف المقابل له.
ثمّ لو تنزّلنا وقلنا: إنّه متفهّم ومتعلّم لكلام الآخرين؛ ولكنّ الأمَرّ والأدهى من ذلك أنّ التهمة للآخرين هي الأصل عنده، فلا يمكن أن تكون كلماته متوازنة وفق منهج صحيح ورؤية صادقة فيما يقول، فهو ينطلق من أنّ الآخر ضالّ وكافر وخارج عن الدين.
وهذا ما نجده في طيّات كلامه، قال: «وقد تبيّن أنّهم كفرة ليسوا من الإسلام في شيء...» 1.
ثمّ عقد بحثاً أسماه (القول بكفرهم)، وأجهد نفسه مفتخراً ومزهواً في البحث