21فقال: حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلّهم مشركون.
قال له: إذن، دينك منفصل لامتّصل، فممَّن أخذته؟
فقال: وحي وإلهام، كالخضر.
فقال له: إذن، ليس ذلك محصوراً فيك، كل واحد يمكنه أن يدّعي وحي الإلهام الذي تدّعيه..
ثُمَّ يقول دحلان: وقد اعتنى كثير من العلماء من أهل المذاهب الأربعة بالرد عليه؛ في كتب مبسوطة، عملاً بقول النبي(ص): (إذا ظهرت البِدعة وسكت العالم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). وبقوله(ص): (ما ظهر أهل بدعة إلاّ أظهر الله فيهم حُجّته على لسان مَن شاء من خلقه).
فلذلك انتدب للردِّ عليه علماء المشرق والمغرب، من جميع المذاهب، والتزم بعضهم بالردِّ عليه بأقوال الإمام أحمد وأهل مذهبه، وسألوه عن مسائل يعرفها أقلّ طلبة العلم فلم يقدر على الجواب عنها؛ لأنّه لميكن له تمكّن في العلوم، وإنّما عرف هذه النزعات التي زيّنها له الشيطان.
وكان العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عفالق قد صنّف كتاباً جليلاً في الردّ عليه، وسأله عن أشياء تتعلّق بالعلوم الشرعية والأدبية، فعجز عن الجواب عن أقلِّها، فضلاً عن أجلّها.
ومن جملة ما سأله عنه، قوله تعالى وَ الْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً إلى آخر السورة، التي هي من قصار المفصّل.. كم فيها من