15وقد صوّرت الروايات التي اعتنقها الحنابلة الله سبحانه وتعالى على شكل إنسان، يأتي ويذهب وينزل ويصعد ويضحك، وأثبتوا له بالإضافة إلى ذلك الأعضاء البشرية، وصوّروه على صورة شابٍ أمْرَد أو شيخ كبير، وهم بذلك يتّفقون مع تلك الصورة التي أبرزها اليهود والنصارى في كتبهم 1. 
  وتبدو فكرة التجسيم والتشبيه واضحة بقوّة في كتب الحنابلة القدامى، والوهابيّين المعاصرين، على ما سوف نبيِّن. 
  يقول عثمان الدارمي: إنّ الله لو شاء لاستقرَّ على ظهر بعوضة 2. 
  وكان المروزي، صاحب ابن حنبل المتوفّى عام 275ه، قد صنّف كتاباً يُثبت فيه جلوس الرسول إلى جوار الله على العرش. قال عنه الذهبي: فقام المروزي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك، وجمع فيه كتاباً 3. 
  وقال ابن تيميّة: الله جسم لاكالأجسام. وقال: وليس في كتاب الله ولافي سنّة رسوله قول أحد من سلَف هذه الأُمّة