6المعصومين، سيّما خاتمهم المهدي الموجود الموعود(عجّل الله تعالي فرجه الشريف) الذي به يملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً؛ بهم نتولّي ومن أعدائهم نتبرأ إلي الله.
إنّ الله سبحانه خالق كلّ شيءٍ ممكنٍ و يكون خلقه إيّاه بالتجلّي كما قال مولانا أميرالمؤمنين عليبنابيطالب(ع):
«ألحمد لله المتجلّي لخلقه بخلقه ». 1 أي فتجلّي الله سبحانه بالخلق لكل مخلوقٍ فكل مخلوقٍ يعرفُ الله سبحانه و يسبّحه و يحمّده و يسجد و يأتيه طائعاً كما في غير واحدة من الآياتِ، فلا الخلق بالتجافي بل بالتجلّي، و لا المخلوق محجوب عن خالقه المتجلّي له، إذ ليس المتجلّي له هو خصوص الانسان، و إن كان هو أقوي مخلوقٍ تجلّي الله له.
فهذا أصل إلهي، و هو أنّ الله مُتجلٍّ في خلقه و أنّ مخلوقةُ متجلّي له بلا استثناء في شيء من هذين المطلبين.
إنّ كمال الخالق و حُسنه الوجودي (لا الاعتباري) يتجلّي في خلقه و إنّ كمال المخلوق و حسنه الوجودي يكشف كمال الخالق و حُسنَه الوجودي، و لا يختصّ ذلك في خلق الإنسان الذي له أحسن تقويم؛ فما ورد فيه من قوله تعالي: فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ . 2 إنما هو تمثيل لا تعيين، لأنه جارٍ بعينه في إنزال القرآن الحكيم الذي هو أحسن الحديث و أبلغ الموعظة، و حيث إنّ الله سبحانه نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتٰاباً مُتَشٰابِهاً مَثٰانِيَ . 3 فهو أحسنُ المتكلّمين و أحسنُ المحدّثين، و ما إلي ذلك من الأشباه و النظائر.
إنّ الله سبحانه رفيعُ الدرجات ذو العرش، و يرفع الذين آمنوا درجةً والذين أوتوا العلم درجات، و يرفع الأوحديّ منهم مكاناً عليّاً.