25الأولياء والصلحاء جايز قطعاً.
قال : ذهابكم إلى المساجد السبعة بدعة، للرواية المذكورة.
قلتُ : هذه الرواية - كما مرّ - رواية موضوعة من أبي هريرة، وقد ثبت، بحمد الله والمنّة، أنّه كان غير ثقة، وكان وضّاعاً. ومع أنّه قد أسلم في أواخر عمر النبي( صلي اللّه عليه و آله وسلم )، فإنَّ أحاديثه أكثر من أحاديث سائر الصّحابة، وهو دليل على جعله الحديث.
وروايته تكون مخالفة لذهاب النبي( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) لمسجد القبلتين، حيث كان يصلّي نحو بيت المقدس وقالت اليهود إنَّ خاتم الأنبياء يصلِّي نحو قبلتنا، فسأل الله تبارك وتعالى أنْ يجعل له قبلة غيرها، فنزلت آية (قَدْ نَرىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمٰاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰاهٰا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ ) 1انظر: (صحيح مسلم، الجزء الثاني، باب تحويل القبلة).
منهم مَن قال : هذه الآية نزلت في المسجد الحرام، وقد أمر أنْ يستقبل الكعبة.
قلتُ : تدبَّر في الآية المباركة، قال الله تبارك وتعالى: ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ ) ، وهي تدلّ على أنَّه( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) كان في مسجدٍ آخر، وهو مسجد القبلتين المشهور المعروف، والذي تقولون إنَّ الذهاب نحوه بدعة. فإنْكان في المسجد الحرام، فلا معنى لقوله سبحانه: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ ) !