64الأوصياء ، ولكيلا تضيع جهوده المضنية هباء منثوراً .
وكانت - ولا تزال - المعجزة الخالدة لنبيِّنا الأكرم هي هذا القرآن العظيم الموجود بين أيدينا .
والشيعة الإماميَّة - كسائر المسلمين - تعتقد بأنَّ القرآن الذي أنزل على النبي صلى الله عليه و آله ، ممَّا وعد الله عزَّ وجلَّ بالحفاظ عليه بقوله تعالى إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ 1، فالشيعة الإماميَّة ملتزمة - امتثالاً لأمر ربها و اقتداء بنبيِّها وأوصيائه الكرام - منذ نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه و آله وإلى زماننا هذا بتعهد القرآن والحفاظ عليه عن الضياع والتلف وتحريف المحرِّفين .
ففي أوائل من حفظ القرآن أمير المؤمنين عليه السلام حيث اهتم بجمعه في داره لمدة طويلة ، وأمَّا الرواية المشهورة بين القُرَّاء الآن والمتداولة وهي رواية حفص عن عاصم عن عبد الرحمن السلمي ؛ فهؤلاء كلهم من الشيعة من أهل الكوفة ، اذن فالقرآن الموجود بين أيدينا قد توارث الشيعة الإماميَّة حفظه وتلاوته وقراءةته بين الناس حتى وصل إلينا كما كان بين أيديهم آنذاك .
ثم إنَّه ليس المقصود بحفظ اللَّه للقرآن هو حفظه بالإستظهار في الصدور فقط ، بل المقصود حفظه عن كل ما