43بكت وينشج إذا نشجت 1.
بقيت شبهة المنع عن البكاء :
الشبهة الأولى : ما روي عن النبي : «إنَّ الميت يعذب ببكاء الحي» أو : «إنَّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه» .
الجواب : بعد قبول أنَّ هذه الرواية صدرت عن النبي صلى الله عليه و آله فهو إنَّما كان لموت يهودي ، والحديث رواه كلٌّ من البخاري ومسلم بسندهما عن عائشة : عن هشام بن عروة عن أبيه :
«ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، فقالت : رحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئاً فلم يحفظه ؛ إنَّما مرت على رسول الله جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال : «أنتم تبكون وإنَّه ليعذب» 2 ، إذن فالمنع غير متحقق الصدور ، ومع تحققه فهو ليس منعاً وإنَّما هو إخبار عن واقع حال خاص باليهود أو بيهودي مخصوص . ثمَّ إنَّ هذ الروايات المانعة تناقض فعل النبي بالبكاء على بعض من ماتوا ، وبأمره بالبكاء و . .و . . .
الشبهة الثانية : صدور النهي من عمر بن الخطاب ؛ وهذا لم يصح إلا في رواية صهيب حينما دخل عليه وهو يحتضر وقد