23الكبائر فقط يوم القيامة ، وقيل بأنَّها يمكن أن تنال كل الأمَّة لأنَّها الأمَّة المرحومة ، وعلى القول الأول لا تشمل الشفاعة الكفار والمشركين مستدلِّين بقوله تعالى : وَ كُنّٰا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتّٰى أَتٰانَا الْيَقِينُ * فَمٰا تَنْفَعُهُمْ شَفٰاعَةُ الشّٰافِعِينَ 1 .
إذن فالشفاعة مقام إلهي قد أعطاه اللَّه لمن شاء وارتضى ، فليست هي من عند غير اللَّه ، وليست هي واقعة ومتحققة بدون إذنه وإرادته ، كما أنَّها ليست ممنوعة عمَّن استحقها من عباده ، وقبل كل ذلك هي ليست شركاً لغير اللَّه مع اللَّه ، والوجه في هذا واضح ؛ إذ أنَّ شفاعة الشفيع التي نعتقد بجوازها إنَّما هي بإذن اللَّه وفي طول إرادته تعالى ، فكيف يدَّعى وقوع الشرك باللَّه معه تعالى بسببها .
رزقنا اللَّه شفاعة نبيِّه صلوات اللَّه عليه وعلى آله وشفاعة أهل بيته الكرام .
وصلى اللَّه على محمد وآل محمد
وصحبهم التابعين لهم بإحسان