13ينقدون أسانيد كلّ حديث يصل إلىٰ مسامعهم، معتمدين طرق النقد المعروفة عند علماء الحديث.
ولكلّ من الفريقين - أهل التقليد، وأهل الاجتهاد - أدلّته وحججه، ومن اعتمد علىٰ دليل معتبر، فهو معذور ومأجور علىٰ قدر جهده.
لكنّ الغريب والمؤسِفَ: أنّا نجد في عصرنا هذا شرذمة ممّن تصدّىٰ للحديث الشريف بالنقد، ولم يسلك مسلكاً واضحاً محدّداً في تعامله مع هذا المصدر، الثرّ، الغنيّ، من مصادر الفكر الإسلامي، بل هو يتأرجح «بين التقليد والاجتهاد» في نقد الحديث:
فتارةً يحاول أن يعرض أسانيد ما وصله من الأحاديث علىٰ طاولة النقد، فيشرح عللها، ويراجع كلمات علماء الرجال في شأن رواتها، ويحاول المقارنة بين مدلولاتها، ويوافق علىٰ ما يعقله، ويسمّيه صحيحاً، ويحكم بالضعف بل الوضع علىٰ ما لا يدركه بعقله، ويميّز بين الحديث الصحيح وبين غيره حسب رأيه.
وبهذا يريد أن يُساير أهل الاجتهاد!